أفراد مجتمع الميم في لبنان بخطر شديد.. والسبب؟

يواجه مجتمع الميم في لبنان تحديات هائلة مؤخراً قد تضع الأفراد المثليين جنسياً بخطر شديد، بحسب ما أفادت دراسة جديدة قامت بها منظمة أوكسفام العالمية.

وحذرت المنظمة من أنه لم يبق لمجتمع المثليين في لبنان “سوى القليل من المساحات الآمنة، بعدما تضررت معظمها بسبب انفجار بيروت عام 2020 والإغلاقات المتتالية التي فرضتها الحكومة بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد والأزمة الاقتصادية المستمرة. أدت مجموعة الأزمات هذه إلى تدمير أحياء بأكملها، كان قد وجد فيها أفراد مجتمع الميم ملاذاً آمناً لهم خلال العقد الماضي”.

ولمن يعلم تفاصيل المنطقة المنكوبة في لبنان، كانت أحياء مار مخايل والجميزة والجعيتاوي تجمع المقاهي والمطاعم والمراكز الثقافية والفنية وتشكل بيئة مرحّبة وحاضنة لأفراد مجتمع الميم. وللأسف، هذه المناطق هي من الأكثر تضرراً بسبب انفجار بيروت.

تم إنتاج التقرير الذي يحمل عنوان “مجتمع الميم في أزمة: صدمة وعدم مساواة وضعف” بدعم مالي من الاتحاد الأوروبي، وهو أحد الدراسات الأولى التي يتم إجراؤها في لبنان لفهم تأثير الأزمات متعددة الطبقات على مجتمع LGBTQI + ودرس احتياجاتهم الفريدة.

يستند التقرير الى 101 مقابلة أجرتها منظمة أوكسفام مع أفراد ومنظمات مجتمع مدني وجماعات مساعدة غير رسمية وأصحاب أعمال في المناطق المتضررة من انفجار المرفأ، الذي حدث في الرابع من اغسطس هام 2020 والذي أودى بحياة أكثر من مئتي شخص وتسبب بإصابة أكثر من ستة آلاف بجروح.

أفراد مجتمع الميم في لبنان بخطر!

وجد البحث أن 70% ممن شملهم الاستطلاع فقدوا وظائفهم في العام الماضي، مقارنة بمعدل بطالة بلغ 40% بين إجمالي القوى العاملة. فيما قال نصفهم تقريباً إنهم اعتمدوا على دعم الأسرة والمساعدات الإنسانية لتغطية نفقاتهم.

على رأس قائمة المشاكل، يواجه مجتمع الميم في لبنان أزمة سكن حادة جداً. إليكم التفاصيل بالأرقام:

41% من أفراد مجتمع الميم في لبنان لا يستطيعون دفع الإيجار الشهري.

58% تضررت منازلهم في انفجار مرفأ بيروت.

35% أجبروا على الانتقال أو تغيير ترتيباتهم المعيشية.

39% لا يملكون مساحة آمنة للعيش.

11% عادوا للعيش مع عائلاتهم من جديد، حيث أفاد كثيرون أنهم واجهوا بيئات مسيئة أو غير آمنة أو غير مقبولة.

بشكل عام، نحو 73% من المشاركين في الاستطلاع قالوا إن صحتهم العقلية قد ساءت إلى حد كبير بسبب الأزمة ثلاثية الطبقات في لبنان.

هذا ويواجه أفراد مجتمع الميم في لبنان تمييزاً ضدهم يترافق مع رفض اجتماعي كبير، ما يجعل ظروف معيشتهم صعبة. إذ لا يمكنهم الحصول بسهولة على حقوقهم الأساسية مثل الرعاية الصحية والتعليم الرسمي والتوظيف، في بلد تُعاقَب فيه العلاقات المثلية بالسجن فيما يُضطر كثر الى إخفاء هويتهم الجنسية خشية من الوصمة الاجتماعية.

تداعيات كبيرة على مختلف الأصعد

من جهته، أكد مستشار النوع الاجتماعي لدى منظمة أوكسفام في لبنان نزار عواد أن “لانفجار مرفأ بيروت وجهود إعادة الإعمار تداعيات هيكلية وثقافية كبيرة جداً على أفراد مجتمع الميم. لقد دُمرت كل المساحات الآمنة المتبقية في المدينة، فيما ستؤدي جهود إعادة إعمار المدينة على الأرجح إلى التحسين المعماري، مما سيجعل المناطق غير ميسورة التكلفة لسكانها الحاليين”.

وقال: “من المتوقع أن تصبح مساحات شاسعة من الأحياء أقل وصولاً لأفراد مجتمع الميم بسبب ارتفاع الإيجار وانحسار الأماكن العامة التي تلبي احتياجاتهم بالفعل”. وأضاف: “نخشى ضياع التنوع الثقافي في بيروت”.

بدوره، قال أحد الذين تمت مقابلتهم: “ليس لدينا أماكن آمنة لمجرد الوجود. لقد تم خنقنا من كل الزوايا. لا يمكننا الخروج، لا يمكننا العمل، ولا يمكننا الحصول على الدعم المناسب”.

في السياق نفسه، يُظهر البحث وجود حاجة كبيرة وملحة لإعادة بناء المساحات الصديقة لأفراد مجتمع الميم وإنشاء مساحات جديدة في بيروت. لكن الحكومة اللبنانية لم تبد اهتماماً بذلك.

وبالتالي، دعت منظمة أوكسفام الحكومة إلى “إعطاء الأولوية لإعادة بناء المساحات الآمنة الخاصة بمجتمع الكوير مع توفير المساعدات الأساسية، بما في ذلك المساعدات النقدية والمأوى والوصول إلى الخدمات، لمن لم تشملهم مشاريع المساعدات الحالية”.

كما حثت أوكسفام السلطات اللبنانية على إلغاء تجريم المثلية الجنسية وضمان تمتع جميع أفراد المجتمع بحقوق متساوية.

أخبار أخرى عن مجتمع الميم

Leave a Reply

Your email address will not be published.