تعرّف المناصرة على أنها المنهجية التي تعتمدها المجموعات والمنظمات للتأثير على عملية صنع القرار، وتؤدي بالتالي إلى إحداث تغيير معيّن في المجتمع والقوانين.

ومن هنا، تعرّف المناصرة على أنها:

“أي إجراء يُتّخذ بهدف دعم شخص ما أو قضية معينة، أو التحدّث عنها، ورفع توصيات حولها، أو خوض نقاش حولها أو دعمها والمرافعة عنها”.

من الناحية العملية، فإن التأثير في صنع القرار يعني تغيير السياسات والممارسات، وإصلاح المؤسسات وتغيير موازين القوى وتغيير المواقف والسلوكيات.

يمكن أن يكون صناع القرار الذين تحاولون التأثير بهم جيرانكم، زملائكم في العمل، أو وزراء في الحكومة ، أو موظفون في القطاع الخاص، أو أي شخص يشارك في عملية صنع القرار بشكل مباشر أو غير مباشر.

أما القضية موضع المناصرة فقد تتراوح ما بين جمع التبرعات لأعمال خيرية وصولاً إلى تغيير قوانين الدولة وأنظمتها، علماً أنه ما من حدود لأهداف حملات المناصرة.

تستلزم المناصرة تأمين التنسيق، والتفكير الاستراتيجي، والمعلومات الدقيقة، وحسن التواصل مع المجتمع والتعبئة العامة.

في العصر الرقمي الذي نعيشه، باتت حملات المناصرة أسهل، أسرع وأكثر فعالية. ولم يعد الأمر يتعلق بالتأثير على السياسة العامة فحسب، بل بالتأثير على الرأي العام، وهو الأمر الأهمّ.

تكثر مزايا استخدام الوسائل الرقمية للمناصرة ومنها، على سبيل الذكر لا الحصر:

1- أدوات استهداف الجمهور

من أبرز عناصر حملات المناصرة الناجحة القدرة على الوصول إلى الجمهور المناسب وذلك بحسب أهداف الحملة. وفي هذا الإطار، تسمح منصات التواصل الرقمي الاجتماعي مثل Facebook و Twitter وغيرهما باستهداف الجمهور بدقة عبر تحديد معايير معينة مثل العمر، الجندر، الموقع، البلد، الاهتمامات وغيرها من المعايير.

2- تجزئة الجمهور المستهدف

توفر مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية مستوى عالٍ من المرونة على صعيد تجزئة الجمهور المستهدف في الحملة، والوصول إلى شرائح مختلفة من المجتمع في الوقت عينه.

3- صياغة الرسائل بما يتناسب مع الجمهور المستهدف

بحكم تجزئة الجمهور المستهدف، تتيح مواقع التواصل الاجتماعي المجال أمام صياغة رسائل المناصرة التي تناسب الجمهور. وتشكّل هذه الخاصية عنصراً مهمًا لإنجاح حملة المناصرة نظراً لأن كل جمهور يتفاعل مع مواضيع ورسائل محددة.

4- تعدد أنواع المحتوى

تقدّم مواقع التواصل الاجتماعي المحتوى وفق أشكال مختلفة، ما يسهم في تعزيز مضمون الرسالة الموجّهة. ومن الأشكال المعتمدة، نذكر الصور ومقاطع الفيديو، والنصوص، واستطلاعات الرأي والقصص وغيرها.

5- تحديد وتيرة ظهور الرسالة

بواسطة الإعلان الرقمي، بات بإمكانكم تحديد وتيرة ظهور الرسالة الترويجية، وتعيين عدد المرات التي يرى فيها الجمهور المستهدف رسالتكم، وهو أمر مهم جداً في حال كان موضوع المناصرة معقد أو يحتاج للكثير من الدعم.

6- رواية القصص بشكل رقمي

تخلق القصص تعاطفًا وتقوي الصلات وهي أداة مثالية لحملات المناصرة الرقمية. وعند اعتماد القصة الملائمة التي تخلّف أثرها على الجمهور المستهدف، يكثر التواصل حولها على مواقع التواصل الاجتماعي، ما يروّج للقضية المطروحة.

7 – تقييم النتائج

يُعدّ قياس التأثير وتقييم النتائج من أهمّ مكونات أي حملة مناصرة طويلة الأمد. فعبر الاستعانة بمواقع التواصل الاجتماعي لإنجاز حملات المناصرة، يمكنكم قياس عدد كبير من المؤشرات، وأهمّها الوصول، ومرات الظهور، ومعدل المشاركة، و مشاهدات الفيديو، ونسب الاطلاع على المضمون، ونسبة الإحتفاظ بالجمهور، وغيرها وذلك بغية تحليل مدى فعالية حملة المناصرة والعمل على تحسين التكتيكات والاستراتيجيات المعتمدة في الحملات المقبلة.

8- ميزانية

تتيح مواقع التواصل الاجتماعي المجال للوصول إلى الجمهور المستهدف عبر الهواتف الخلوية أو أجهزة الكمبيوتر، وذلك عبر تخصيص ميزانية محدودة للإعلانات ويختلف ذلك بشكل كبير عن الميزانيات المخصصة لبعض وسائل المناصرة التقليدية كالإعلانات التلفزيونية أو الإعلانات على الراديو أو في المجلات أو اللوحات الإعلانية.

9- محادثة ثنائية الاتجاه

تسمح مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من التقنيات الرقمية للأشخاص بالمشاركة في الموضوع من خلال تدوين تعليقاتهم، ومشاركة آرائهم ووجهات نظرهم، ما يُغني حملة المناصرة ويزوّد القيّمين عليها بكمّ هائل من المعلومات المستقاة من التفاعل المباشر مع الجمهور، ما يسمح لهم بمتابعة الحديث معهم والعمل على إحداث تغييرٍ فعليّ.


زاوية الإلهام:

The power of Advocacy – Xiomara Torres – TEDxPortland

https://www.youtube.com/watch?v=xjutWPTA4wo


Leave a Reply

Your email address will not be published.