يقتضي سرد القصص، بمفهومه الأساسي، إخبار القصص أو كتابتها. ويُعدّ سرد القصص من أكثر الأدوات قوة في التأثير في المجتمع لإحداث تغيير فيه.

لِمَ تعدّ القصص قوية على صعيد الدعوة للمناصرة وإحداث التغيير؟ 

  1. يسهل تذكّر القصص

تحرّك القصص المؤثرة بعض المشاعر القوية لدى المصغي، ما يعزّز احتمال أن يتذكرها.

  1. تخلق القصص روابط قوية

تجدي القصص نفعاً، لأننا حين نصغي إلى قصّة جميلة، نرتبط بالبطل، وبنضاله، ونتعاطف مع القضية. وتعدّ القصص الشخصية، حيث يستطيع الجمهور التواصل مع الراوي ومع الشخصيات، أكثر إقناعاً من سواها.

  1. تجسّد القصص الأنظمة المعقدة والمسائل الاجتماعية

عبر سرد قصة جيدة، يمكننا أن نظهر كيف تُترجم الأنظمة المعقدة والمسائل الاجتماعية في حياة الأشخاص اليومية.

  1. القصص مقنعة

بطبيعتها، تميل القصص إلى الإقناع وتثني عن الجدل المضاد. تجدر الإشارة إلى أنه، وفيما ينتج عن القصص شعور من التعاطف وقدرة على ربط الناس بعضهم ببعض على الرغم من اختلافاتهم، فقد يعاني الجمهور صعوبة في التعاطف مع أولئك الذين ينظرون إليهم على أنهم مختلفين عنهم.

 

ما السبيل لصياغة قصة جيدة صالحة للاستعمال في الدعوة للمناصرة؟  

  1. التعريف بالشخصية الرئيسية وتحديد الإطار العام

يمكن للشخصية الرئيسية أن تكون حقيقية أو مستوحاة من قصة حقيقية، فالمهمّ هو اختيار شخصية يتواصل معها الجمهور. في بداية القصة، يجب التعريف بالشخصية الرئيسية وتحديد الإطار العام، بحيث يستطيع الجمهور الارتباط بالبطل وتخيّل المشهد ووضع نفسه مكان البطل أو عيش حياته.

  1. التحدي أو الحدث المبدّل

وصف المسألة التي أثارت النزاع في حياة البطل.

  1. زيادة التشويق – الصراع

وصف التعقيدات أو العقبات التي نجمت عن التحدّي. حاولوا إضافة لمسة من المشاعر. كيف أثرت هذه المشكلة على البطل؟ وما هي التحديات الجسدية، والعاطفية، والفكرية والفلسفية التي يواجهها البطل جرّاء هذه المشكلة؟

  1. نقطة الذروة أو نقطة التحوّل

وصف اللحظة التي أخذ خلالها البطل القرار أو وصل إلى نقطة التحوّل. يفترض بهذه الخطوة أن تكون نتيجة تراكم الأحداث السابقة.

  1. أثر التغيير

وصف الطريقة التي أسهمت فيها نقطة التحوّل في تغيير حياة البطل وجعلها أفضل.

  1. القرار

وصف الأمور التي تعلّمها البطل أو اكتسب خبرة منها، وتسليط الضوء على النقاط التي يستطيع الجمهور فهمها والتعلم منها. وفي هذه المرحلة، يُوجّه الطلب إلى الناس للانضمام إلى القضية أو الدعوة إلى العمل (بغض النظر عن مضمونها).

نصائح مقتضبة:

  • إنه إطار عمل لصياغة قصة جيدة، إلا أنه بوسعكم أن تختاروا تخصيص مزيد من الوقت وخوض التفاصيل في القسم الخاص بالتحدي أو بنقطة التحوّل، وذلك بحسب القصة التي تروونها.
  • لا بدّ من الحرص على تحديد غاية أو هدف من كل قصة قبل البدء بصياغتها. فعلى سبيل المثال، إن كان هدفكم هو التأثير في الناس عاطفياً ودفعهم للالتزام بالعمل، فيستحسن عندها عدم إنهاء القصة بقرار حاسم، بل ترك المسألة برسم الجمهور المستهدف.

 

مسائل لا بدّ من مراعاتها أثناء اعتماد سرد القصة للدعوة إلى المناصرة: 

  1. صياغة القصة بما يتناسب والجمهور المستهدف

اعتماد شخصية رئيسية أخرى أو بطل آخر، مع تسليط الضوء على عدد من نواحي القصة أو على قيم معينة. تحديد الأمور التي تهمّهم واستخدام القصة للإسهام في إقامة رابط ما بين البطل والجمهور.

  1. جعل القصة تبدو حقيقية

إن كنتم تدافعون عن قضية معينة، فأنتم حتماً تدافعون عن أشخاص معينين. إجروا مقابلة معهم، تعرفوا إليهم بشكل شخصيّ ومن ثم أخبروا قصصهم. يمكنكم تغيير اسمهم أو استخدام شخصية بديلة للحفاظ على الخصوصية، فالناس يتعلقون بالقصص الحقيقية ويربطونها بحياتهم الشخصية.

  1. حافظوا على البساطة

القصة الجيدة والفعّالة هي التي تُستخدم فيها لغة سهلة وسلسة.

  1. استخدموا الأرقام

ادعموا قصتكم بالأرقام لجعلها أكثر تأثيراً ودفع الناس للعمل.

  1. ضمّنوا القصة دعوة للعمل

ضمّنوا القصة دعوة للعمل لتحمّسوا الناس على القيام بالخطوة اللازمة بشكل فوري. فمن المفيد عدم إبقاء الجمهور في حالة ضياع، بل توجيهه للقيام بالعمل المطلوب.


زاوية الإلهام:

Storytelling for Advocacy – Peter Sipeli – TEDxSuva

https://www.youtube.com/watch?v=gb3XSgJFEH4


Leave a Reply

Your email address will not be published.