تعذيب أفراد من مجتمع الميم العراقي على أيدي جماعات مسلحة!

“يتعرض أفراد من مجتمع الميم في العراق إلى معاملات مسيئة على أيدي جماعات مسلحة، وعلى أيدي الشرطة العراقية، من دون محاسبة أو عقاب”. جملة صدرت عن تقرير مشترك بين “هيومن رايتش ووتش” و”عراق كوير” ولاقت رواجا كبيرا.

تتضمن الانتهاكات الموثقة في التقرير عدداً من المعاملات المسيئة التي تشمل: الخطف، التعذيب، الاغتصاب، والقتل، مع تصاعد خشية أفراد مجتمع الميم على حياتهم.

من جهتها، نفت وزارة الداخلية العراقية أي علاقة لقوى الأمن بالاعتداءات الواردة في التقرير الممتد على 86 صفحة، والذي يتضمن مقابلات مع 54 فرداً من مجتمع الميم في العراق، تم إجراؤها بين يونيو/ حزيران ونوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي.

ينقل التقرير صورة مروعة عن الحياة اليومية لأفراد مجتمع الميم في العراق، حيث يتعرضون إلى الانتهاكات بشكل مستمر ويتجنبون الإبلاغ عنها بسبب وجود أحكام غير منصفة في قانون العقوبات العراقي، وغياب تشريعات الشكاوى الموثوقة القادرة على حمايتهم من التمييز.

وتحدث الأشخاص الذين تمت مقابلتهم عن اعتقالات وعنف روتيني على أيدي مسؤولي الأمن، بما يشمل الاعتداءات اللفظية والجسدية. كما تكلموا عن تعرضهم إلى انتهاكات خلال الاحتجاز مثل الحرمان من الطعام والمياه، أو الحق في التواصل مع محام أو أفراد الأسرة، أو الحصول على الرعاية الطبية. فيما قال البعض إن الشرطة أجبرتهم على توقيع تعهدات تفيد بأنهم لم يتعرضوا إلى أي نوع من الانتهاكات.

شهادات موثقة عن تعذيب أفراد من مجتمع الميم العراقي

يوثق التقرير ثماني عمليات اختطاف، وثماني محاولات قتل، وأربع عمليات قتل خارج القضاء، و27 حالة عنف جنسي، و45 تهديدا بالاغتصاب والقتل، و42 استهدافا عبر الانترنت من قبل وحدات من “الحشد الشعبي” التابع رسمياً للقوات المسلحة العراقية منذ عام 2016. ودائما بحسب التقرير، طالت بعض الانتهاكات أطفالاً لم يتجاوزوا 15 عاماً.

من بين القصص الموثقة، قصة امرأة ترانس اسمها خديجة (31 عاماً)، تعرضت إلى أساليب انتهاك وتعذيب فظيعة. وتقول: “ضربت واغتصبت وحرقت، وقتل أصدقائي”.

وتوضح خديجة: “لقد تعرضت إلى اعتداء على يد مجموعة من الرجال بشفرات حلاقة ومفكات براغي. المعتدون عرفوا عن أنفسھم بأنھم ینتمون إلى عصائب أھل الحق، سكبوا البنزین على جسدي وأشعلوا النار فيه”.

من الشهادات الأخرى الموثقة أيضاً في التقرير قصة “ليث”، وهو شاب مثلي في الـ27 من عمره، قال إنه شاهد أعضاء من جماعة مسلحة يخطفون حبيبه من منزله ويعذبونه ويقتلونه.

كما تحدث التقرير عن شاب آخر نجا من محاولة قتل في نوفمبر/تشرين الثاني 2019 عندما طعن ثلاثة رجال ملثمين صديقه الذي كان معه حتى الموت. يقول: “ظلوا يصرخون يا شاذ، يا شاذ، أنت حثالة وتستحق الموت. طعنني أحدهم في كتفي، وما زلت لا أعرف كيف، لكنّني نجوت بحياتي. كان من الممكن أن أكون ملقى على الأرض بجانب صديقي”.

في سياق متصل، رأت رشا يونس، باحثة في برنامج حقوق مجتمع الميم في هيومن رايتس ووتش أن “أفراد مجتمع الميم العراقيون يعيشون خوفا دائما من خطر مطاردتهم وقتلهم من قبل الجماعات المسلحة من دون عقاب، فضلا عن الاعتقال والعنف من قبل الشرطة العراقية، ما يجعل حياتهم لا تُطاق. لم تفعل الحكومة العراقية شيئا لوقف العنف أو محاسبة المنتهكين”.

كما تدعو “هيومن رايتس ووتش” و”عراق كوير”، في تقريرهما المشترك، الحكومة العراقية إلى إدانة الاعتداءات بشكل علني وإلى حماية أفراد مجتمع الميم في البلاد.

أخبار أخرى عن مجتمع الميم

Leave a Reply

Your email address will not be published.