كابوس مرعب قد لا ينجوا منه أفراد مجتمع الميم في أفغانستان، الذين كانوا يعيشون بالسر طول حياتهم، وهم يخشون اليوم الوقوع ضحايا حكم الإعدام الذي قد تنفذه حركة طالبان بحقهم في أي لحظة.

فمنذ نشأت البلاد، عانى الأشخاص المثليون جنسياً والمثليات ومزدوجي التوجه الجنسي والعابرين جنسيا، تحديات قانونية واجتماعية كبيرة في أفغانستان، لا يواجهها غيرهم من المغايرين جنسيا. وذلك بحسب ما أفادت به المؤسسات العالمية المعنية بحقوق الإنسان على مدى السنوات الماضية.

ولكن ما حدث مؤخراً قد زاد الطين بلّة. فلقد شهدت العاصمة الأفغانية “كابول” حالة من الفوضى بعدما سيطرت حركة طالبان عليها وعلى معظم المدن الكبيرة في البلاد، وفرار الرئيس أشرف غني. هذا وشهد المطار حالة من الفوضى العارمة بعد امتلائه بمئات المواطنين الذين حاولوا الفرار من أفغانستان، حتى وصل الأمر ببعضهم إلى اقتحام مدرجات الإقلاع رغم خطورة الأمر.

وبالتالي، لا بد من التفكير بمصير أفراد مجتمع الميم في أفغانستان بعد عودة حركة طالبان بقوة وسيطرتها على زمام الأمور في البلاد.

 

ما مصير أفراد مجتمع الميم في أفغانستان؟

“نخاف جداً من الوقوع في قبضة حركة طالبان، ستكون حياتنا بخطر شديد”. جملة قد تصف لكم واقع الأمر في أفغانستان اليوم، تم نقلها عن صحيفة “ذي إنسايدر” الأمريكية التي قامت بالحديث مع عدد من الرجال المثليين في البلاد.

وقال رامين البالغ من العمر 21 سنة إلى “ذي إنسايدر”: “حياتي بدت وكأنها كابوس منذ سقوط كابول في أيدي طالبان. إذا علمت طالبان بأمر علاقتي مع شريكي، سيحكمون علينا بالإعدام. أعتقد أنه سيتعين علينا وقف علاقتنا”.

في تعليق آخر، أمل رجل مثلي الجنس يبلغ من العمر 37 سنة أن “يأتي شخص ما ويوقظني من هذا الحلم السيئ”.

من جهته، قام تلميذ اسمه غلام بترك دراسته الجامعية، موضحاً: “لا أرى مستقبلاً في أفغانستان. أشعر بالرعب الشديد من تحديد هويتي على أني مثلي الجنس ومن فكرة إعدامي. أنا لم أغادر المنزل منذ أن استولت طالبان على السلطة”. وأضاف: “إذا كان لدي تصريح بالحصول على تأشيرة للذهاب إلى بلد آخر، فلن أبقى هنا ثانية أخرى. أحلم أن أعيش بشكل مستقر كرجل مثلي في كندا”.

وبحسب الصحيفة، من المتوقع أن تنفذ حركة طالبان حكما صارما بحق أفراد مجتمع الميم بحيث قد تطبق قوانين الشريعة الإسلامية المتعلقة بالمثلية الجنسية، مما يعني تنفيذ عقوبة الإعدام بحق كل من يثبت أنه غير مغاير جنسياً.