مسرحية عن أفراد مجتمع الميم تثير ضجة في تونس!

بدأ عرض مسرحية تتناول موضوع أفراد مجتمع الميم للمرة الأولى في تونس، للمخرجة التونسية آسيا الجعايبي (32 عاما)، ما يمثل “تحدياً كبيراً” في بلد محافظ لا تزال قوانينه تحظر المثلية الجنسية وتقمعها بشدة. المسرحية مستمرة حتى مطلع الشهر المقبل حزيران/يونيو 2022.

وفي حديث لوكالة فرانس برس، أكدت المخرجة أنه يتم عرض مسرحية “فلاقرنتي” أو “تلبس بجريمة” داخل قاعة خاصة في تونس العاصمة، بعدما استغرق التحضير لها نحو تسعة أشهر من العمل المتواصل.

هذا العمل الفني المميز أطلقته وبادرت به منظمة “موجودين” التونسية المدافعة عن حقوق مجتمع الميم، ويشارك فيها ستة ممثلين محترفين تتراوح أعمارهم بين 23 و71 عاما، في محاولة لإظهار أن الصراع المرتبط بالهوية والميول الجنسية يطاول مختلف الأجيال.

وبأسلوب لا يخلو من “الكوميديا السوداء”، يتقمص الممثلون شخصيات حريتها “مكبوتة بالكامل”، وهم ضحايا العنف بمختلف أنواعه من أسري وفي الشارع وأماكن العمل وغيره.

وتوضح آسيا الجعايبي أن “فلاقرنتي تعالج مواضيع من المحرمات، وتتحدث عن واقع في تونس نغض النظر عنه، ونحن نحاول من خلال هذا العمل اظهاره للجمهور”.

تجدر الإشارة إلى أن ظروف الحياة اليومية لأفراد مجتمع الميم لا تزال صعبة في تونس بحسب منظمات حقوقية محلية ودولية، في ظل الرفض الاجتماعي القوي لهم فضلا عن الحظر القانوني. فمن شأن صورة على الهاتف المحمول مثلا أن تقود صاحبها إلى التوقيف والتعنيف اللفظي والجسدي، مع ملاحقة قضائية وفرض الخضوع لفحص شرجي لإثبات الميول الجنسية.

هذا ويجرّم الفصل 230 من المجلة الجزائية التونسية في النسختين العربية والفرنسية “اللواط” و”المساحقة” بعقوبات تصل إلى ثلاث سنوات سجن في حق من “يتجاهر عمدا بالفاحشة”.

وتؤكد منظمة “موجودين” أنه تم سجن 59 شخصا استنادا إلى هذا الفصل في الفترة الممتدة من العام 2020 حتى تشرين الأول/أكتوبر 2021.

عمل مسرحي مميز

“يهدف العمل المسرحي إلى التوعية ومحاولة تغيير العقليات القائمة على التمييز، وإلغاء القانون الرجعي ودعم فنون المثليين في تونس”، على ما يقول المسؤول في منظمة “موجودين” كرم عويني.

من جهته، قال الموظف في المنظمة أليا العريضي (27 عاما)، بعد أن حضّر عرضا صفق له الجمهور: “هذه لحظة تاريخية في هذه البلاد، ليس بالأمر السهل أن تظهر حدثا مماثلا في دولة عربية ومسلمة”. ويتابع “وكأنما باستطاعتنا الآن الحديث عن هذه القصص، ما يعطي أملا في تطويرها”.

تثير المسرحية مواضيع أخرى منها الفساد في الشرطة والقضاء والإفلات من العقاب وهجرة الكفاءات. يمتد العرض لساعتين وتحاول المخرجة من خلاله الكشف عن معاناة أفراد مجتمع الميم الذين لا يتمكنون من العيش بالحرية التي يرغبون فيها.

ويقول سليم (24 عاما) إن المسرحية لامست “أعماقه”، وأضاف: “رأيت تجاربي على المسرح، هذا مثير للاهتمام”.

وفي نهاية المسرحية، يختم الممثل حمادي البجاوي الذي يتقمص شخصية آدم الطبيب، مشهدا في نهاية العرض بجملة “لن نستسلم والصراع متواصل”.

أخبار أخرى عن مجتمع الميم

Leave a Reply

Your email address will not be published.