الفرق بين شعار المثليين وألوان قوس القزح!

يشهد العالم تزايداً في الوعي والتفهم تجاه قضايا أفراد مجتمع الميم، ويُعرفون بذوي الميول الجنسية المغايرة في معظم الدول حول العالم. هذه المجموعة مقسمة إلى فئات عديدة تشمل المثليون والمثليات ومزدوجو الميل والعابرون جنسيا والعابرات وعدد من الفئات الأخرى غير التقليدية. ولكل هوية جنسية مختلفة علمها الخاص أيضاً.

وقد أدى ذلك إلى ظهور رموز وعلامات خاصة تمثل المجتمع المثلي وحقوقه. ومن بين هذه الرموز يأتي الشعار الملوّن الشهير، والذي يعتقد الناس أنه شبيه بألوان قوس القزح، وهو يُستخدم عادة في سياق حركة مجتمع الميم والمجتمع الداعم لهم. ولكن هناك بعض الفروق الدقيقة بينهما.

شعار مجتمع الميم، والذي يعرف أيضًا باسم “علم المثليين” أو “علم المثلية”، يتألف عادة من مجموعة من الألوان الزاهية مثل الأحمر والبرتقالي والأصفر والأخضر والأزرق والبنفسجي وغيره. تم تصميم هذا العلم لتمثيل التنوع والتعددية داخل المجتمع المثلي، حيث يرمز اللون الأحمر إلى الحياة، والبرتقالي إلى الشجاعة، والأصفر إلى الشمس، والأخضر إلى الطبيعة، والأزرق إلى السلام، والبنفسجي إلى الروحانية والسحر. يتم استخدام هذه الألوان في المسيرات والفعاليات المثلية كرموز للتعبير عن الهوية المثلية والتضامن والقوة.

في المقابل، يتألف قوس القزح الطبيعي من سبعة ألوان رئيسية هي الأحمر والبرتقالي والأصفر والأخضر والأزرق والتركواز والبنفسجي. يعكس قوس القزح الجمال والتنوع في العالم، وهو رمز للمساواة والتضامن. استُخدمت هذه الألوان للمرة الأولى كرمز للمجتمع المثلي في علم المثليين الذي تم تصميمه في عام 1978. ومنذ ذلك الحين، أصبحت الألوان السبعة لقوس القزح تعبيراً شائعاً عن المثلية الجنسية وحقوق المثليين في مختلف أنحاء العالم.

ولكن مع تعدد فئات أفراد مجتمع الميم وتنوّعها، ومع حصول كل هوية جنسية على علمها الخاص، تنوّعت الاعلام واختلفت الألوان، حتى أنه في بعضها تم استبدال ألوان قوس القزح التقليدية بألوان أخرى مثل الأسود والبني والوردي والأزرق والأبيض.

بصفة عامة، يمكن القول إن الفرق بين ألوان علم مجتمع الميم وألوان قوس القزح يكمن في السياق الذي يُستخدم الشعار فيه. تعبّر ألوان المثليين عن الهوية والتنوع المثلي، في حين أن قوس القزح يعبر عن المساواة والتضامن بين الشعوب. ومع ذلك، لا يستطيع الأفراد في الكثير من الأحيان التفرقة بين العلمين، خصوصاً في المجتمعات العربية، بحيث يتم اعتبار قوس القزح على أنه تمثيل للمثلية الجنسية، وهو أمر ليس بصحيح تماماً.

في كل الأحوال، ستبقى ألوان مجتمع الميم المأخوذة أساسا من ألوان قوس القزح رمزًا قويًا للمجتمع المثلي وحقوقه، وهي تعبر عن الانتماء والتعددية والقوة. فيما أن استخدامها في المسيرات والفعاليات والرموز الثقافية يساهم في زيادة الوعي والتفهم تجاه قضايا المثلية الجنسية، ويعزز الدعم والتضامن للأفراد المثليين في جميع أنحاء العالم.

أخبار أخرى عن مجتمع الميم

Leave a Reply

Your email address will not be published.