فيلم “المابين” يتناول موضوع الثنائية الجنسية في المجتمع التونسي

انطلقت عروض الفيلم التونسي الجديد “المابين”، للمخرجة ندى المازني حفيظ، في مختلف قاعات السينما في تونس. وهو فيلم يُعالج مسألة ثنائية الجنس، الموضوع الذي يُصنّف ضمن التابوهات في المجتمع التونسي والمجتمعات العربية بصفة عامة.

ورغم تأجيل تظاهرات ثقافية وإلغاء عروض عدة في ظلّ الحرب على غزة، حرص منتجو فيلم “المابين” على طرحه في موعده، على أن يخصص جزء من عائدات التذاكر لفائدة الهلال الأحمر الفلسطيني.

ويصوّر الفيلم طيلة 96 دقيقة معاناة أشخاص مختلفين يعانون من اضطرابات على مستوى التطور الجنسي جعلتهم عرضة للانتهاكات والاضطهاد في محيطهم. ويتناول حياة “شمس”، الخياطة الشابة التي تعاني من تشوه خلقي يسجنها في مفترق طرق بين الأنوثة والذكورة، وحينما ينكشف هذا السر تنقلب حياتها الهادئة رأسًا على عقب.

تهرب من أعين الناس ووصمهم ونظراتهم القاتلة نحو العاصمة حيث يفتح لها شخص يعتنق الصوفية بيته، وهناك تندلع داخلها معركة بين الهوية والعقد النفسية التي يخلّفها المجتمع داخل كل فرد، وسط دوامة تتراوح بين الرغبة والحقيقة.

خلال أحداث الفيلم، تقرر الشابة الانتحار غرقا في البحر، وفي الأثناء يسارع بحار إلى نجدتها، ليقعا في الحب، فتجمع بينهما قصة عشق جميلة.

والمثير للاهتمام في نهاية الفيلم أن “شمس” تختار البقاء مزدوجة الجنس بعد أن وضعت لها المخرجة نهاية مفتوحة على كل التأويلات.

العمل من بطولة الممثلين محمد مراد وأمينة بن إسماعيل وسناء بالشيخ العربي وفاطمة بن سعيدان وفتحي العكاري وأيمن بن حميدة وهيفاء بولكباش ومحمد الداهش.

فيلم “المابين” من إنتاج شركة ليث للإنتاج لسليم حفيظ وميستيك للأفلام، وهو حاصل على دعم من وزارة الشؤون الثقافية، وكذلك من المنظمة الدولية للفرنكوفونية.

تجدر الإشارة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تتطرق فيها ندى المازني حفيظ إلى تابوهات المجتمعات العربية، وتحديدا المواضيع التي لها علاقة بالجنس، حيث ناقشت في فيلمها السابق “الظل” مسألة المثلية الجنسية عبر حكاية أمينة السبوعي (معروفة في المجتمع التونسي بأمينة فيمن وهي من المدافعات عن حقوق أفراد مجتمع الميم)، والتي تقرر الترحيب بالمثليين في منزلها، وخاصة المرفوضين من أقاربهم والمهانين من جيرانهم ومن قبل الشرطة، لتخلق عن غير قصد ملاذا حقيقيا لـ”ساندرا” و”رامي” و”أيوب” و”عاطف”، وتتولى الدفاع عنهم كما فعلت مع النساء! ومن خلال الحياة اليومية لسكان هذا الملجأ ننغمس في المحنة العميقة لمجتمع المثليين في تونس.

وفي هذا السياق، قالت المخرجة في تصريحات إنها اعتادت منذ بداياتها في السينما الخوض في المسكوت عنه، لذلك اختارت في عملها السينمائي الجديد ملامسة مسألة حساسة في المجتمعات العربية وهي الثنائية الجنسية.

أخبار أخرى عن مجتمع الميم

Leave a Reply

Your email address will not be published.