مجتمع الميم في السعودية.. نستذكر الجدل الذي أثارته منظمة مختلف

قليلاً ما نسمع عن مستجدات مجتمع الميم في المملكة العربية السعودية، ولكن ما لبثت “منظمة مختلف” أن أثارت جدلاً واسعاً وردود فعل متضاربة أواخر عام 2019 وبداية عام 2020 من قبل العديد من الأطراف.

بدأ الأمر بتغريدة كتبها مذيع قناة الجزيرة القطرية أحمد منصور على موقع تويتر: “آخر إنجازات خادم الحرمين (ملك السعودية)؟ منظمة رسمية للشواذ (مثليي الجنس) بموقع رسمي يعلنون أنها قانونية ومسجلة؟ لا أدري إلى أين يريدون أخذ الشعب السعودي؟ وأين العلماء (رجال الدين) الذين خرست ألسنتهم وعميت قلوبهم؟”.

هذه التغريدة سرعان ما انتشرت كالصاعقة بين مؤيد ومعارض، فتداولتها شخصيات ملتزمة من التيار الإسلامي منتقدة المنظمة، فيما قامت شخصيات سعودية بالمقابل بالدفاع عن المملكة وحاكمها.

للتوضيح، تعرّف “منظمة مختلف” عن نفسها على تويتر بأنها أول منظمة سعودية رسمية ومسجلة تمثل وتدعم حقوق الأفراد مثليين ومثليات الجنس والعابرين والعابرات جنسيا والكوير واللاجنسيين والبايسكشوال وجميع أفراد مجتمع الميم في السعودية.

آخر إنجازات خادم الحرمين ؟ منظمة رسمية للشواذ بموقع رسمى يعلنون أنها قانونية ومسجلة ؟ لا أدرى إلى أين يريدون أخذ الشعب السعودى ؟ وأين العلماء الذين خرست ألسنتهم وعميت قلوبهم ؟

تجدر الإشارة إلى أن كل من يفصح عن ميول جنسية مثلية أو يعلن نفسه فرداً من مجتمع الميم سيتعرض إلى عقوبات قاسية في السعودية قد تصل إلى الحبس والإعدام.

منظمة مجتمع الميم في السعودية

من جهتها، أوضحت مؤسسة ورئيسة “منظمة مختلف” روين عطيف، في حديث خاص مع مؤسسة DW الإعلامية آنذاك، أن “فكرة إنشاء المنظمة بدأت في 2017 من قبل مجموعة من خمسة أفراد من مجتمع الميم الموجودين في السعودية، ولكن تنفيذ الفكرة كان يستدعي وجود أفراد قادرين على الحركة والظهور الإعلامي. من هنا قرر البعض مغادرة المملكة لبدء التطبيق من الخارج”.

روين عطيف، البالغة 26 عاماً، خرجت من السعودية وطلبت اللجوء إلى السويد في عام 2018. وبتاريخ 22 تشرين الثاني / نوفمبر من العام 2019، استطاعت روين ومجموعة من السعوديين تسجيل المنظمة رسمياً في السويد. قبل أن يغرد المذيع أحمد منصور عن الموضوع في 3 كانون الأول / ديسمبر 2019، لتبدأ بعدها ردود الفعل.

هذا واعتبرت عطيف أنه “في خضم الأزمة الخليجية بين قطر وكل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، زُج باسم منظمة مختلف في أتون الأزمة السياسية من دون رغبة منها ولا معرفة”. وأضافت: “في البداية تعرضنا لحملة تخوين بأننا تابعون لقطر وللإخوان. ولكننا نحن لسنا معارضة سياسية وبنفس الوقت غير مدعومين من الحكومة في الرياض، ولا يوجد حتى تواصل مع الحكومة السعودية”.

وشددت عطيف آنذاك على أن “العمل يعتمد على الجهود الشخصية، ولا يوجد تمويل، لا لوجستي ولا مادي ولا معنوي، لا من أوروبا ولا من غيرها”. ثم لخصت أهداف المنظمة بالتالي:

– أولاً: إلغاء تجريم المثلية الجنسية واختلاف الهويات الجندرية.

– ثانياً: سن قوانين لحماية مثليي الجنس والعابرين جنسياً وجميع أفراد مجتمع الميم في السعودية.

– ثالثاُ: السماح بالتثقيف في السعودية بالهويات الجندرية والمثلية الجنسية سواء في المدارس أو غيرها من المؤسسات الحكومية.

– رابعاً: الرعاية الطبية للعابرين جنسياً ومثليي الجنس، وفصل الدين عن تلك الرعاية.

Leave a Reply

Your email address will not be published.