أبرز المخاطر التي يواجهها أفراد مجتمع الميم في الدول العربية
يختلف واقع أفراد مجتمع الميم في البلدان العربية من بلد إلى آخر، ولكن عموماً، فإنهم يواجهون الكثير من التحديات والصعوبات.
في بعض الدول العربية، توجد قوانين صارمة تجرّم العلاقات الجنسية بين الأشخاص من نفس الجنس، حيث يتعرض المثليون جنسيا للاضطهاد والتمييز من الحكومة والمجتمع.
هذا وتختلف أيضاً مستويات الوعي والتسامح تجاه أفراد مجتمع الميم من بلد عربي إلى آخر، وفي بعض الأحيان حتى داخل البلد نفسه بين المناطق الحضرية والريفية. في لبنان وتونس على سبيل المثال، يوجد مجتمع مثلي صغير قادر على التعايش بشكل سلمي نوعاً ما مع المجتمع المحيط في المدن ذو التوجه الفكري المتطور. أما في دول الخليج العربي على سبيل المثال، فقوانين الشريعة الإسلامية هي المسيطرة وهي التي تحكم وتقود القرارات في مواضيع التابو، مثل قضيّة المثلية الجنسية، ولا مكان أبداً لانخراط أفراد مجتمع الميم في المجتمع بشكل طبيعي.
ويواجه أفراد مجتمع الميم في البلدان العربية العديد من المخاطر، من بينها:
– التمييز والعنف: يتعرض أفراد مجتمع الميم في البلدان العربية للتمييز والعنف بسبب توجهاتهم الجنسية، ويمكن أن يصل الأمر إلى الاعتداء الجسدي واللفظي والانتهاكات الجنسية والإعدام في بعض الدول.
– القمع الرسمي: تتبنى بعض الدول العربية سياسات قمعية تجاه أفراد مجتمع الميم. فبالإضافة إلى تجريم هذه العلاقات، تقوم السلطات الرسمية بترصد الأفراد وتتبعهم واضطهادهم واعتقالهم.
– قلة التمثيل الإعلامي: يعاني أفراد مجتمع الميم في البلدان العربية من قلة التمثيل الإعلامي، حيث لا يتم التحدث عنهم بشكل إيجابي في وسائل الإعلام، فيما يتم تصويرهم على أنهم “مرضى” أو “مختلون عقلياً”.
– الضغط العائلي: يمكن أن يتعرض أفراد مجتمع الميم في البلدان العربية إلى ضغوط عائلية قد تصل إلى درجة العنف الجسدي أو النفسي، وذلك بسبب توجهاتهم الجنسية التي تعتبر “غير طبيعية” أو “شاذة”.
– العزلة والانعزال: قد يشعر أفراد مجتمع الميم في البلدان العربية بالعزلة والانعزال، حيث يتعرضون لضغوط المجتمع وعدم القبول، فيما يصعب عليهم الوصول إلى معظم الخدمات المتوفرة.
– صعوبة الحصول على الخدمات الصحية والنفسية: يواجه أفراد مجتمع الميم في البلدان العربية صعوبة في الحصول على الخدمات الصحية والنفسية الملائمة، حيث تفتقر الطواقم العاملة في المجال الطبي في بعض الدول العربية إلى الوعي الكافي الذي يسمح لها بتوفير خدمة مناسبة ولائقة إلى الأقليات عموما، منها مجتمع الميم.
– صعوبة الحصول على وظائف ثابتة أو فرص حقيقية: بسبب وصمة العار التي تلاحق أفراد مجتمع الميم في البلدان العربية، من الصعب أن يقبل صاحب العمل بتوظيف فرد ينتمي إلى هذا المجتمع علنياً. فإما سيقوم الشخص بإخفاء ميوله وتوجهاتها الجنسية والجندرية للتمكن من الحصول على فرص ووظائف، فيعيش الانطواء الذاتي كافة حياته. وإما سيقوم بالكشف عن ميوله المغايرة للمجتمع المحيط وتحمّل تبعات هذا الأمر وكل المخاطر المترتبة على الموضوع والمذكورة أعلاه.
تجدر الإشارة إلى أن هناك بعض المنظمات غير الحكومية والمجتمعات الناشئة التي تسعى إلى دعم حقوق أفراد مجتمع الميم في البلدان العربية، وتحاول تقديم الدعم النفسي والعاطفي والقانوني لهم. ولكن عملها يتّسم بصعوبة بالغة في مجتمع غير متقبّل وقوانين صارمة تجرّم ما تقوم به في الأساس. تبقى الأنظار نحو توفير الوعي اللازم لجيل الشباب نحو تقبّل الآخر وقبول الاختلافات المتعددة في المجتمعات، واحترام حقوق الإنسان بشكل كامل وغير انتقائي.
Leave a Reply