الاعتداء على عرض مسرحي لأفراد مجتمع الميم في بيروت
اقتحم عناصر من مجموعة متطرفة تسمّي نفسها “جنود الرب”، حانة في بيروت، ليل الأربعاء 23 أغسطس، واعتدوا على شباب وشابات كانوا يشاهدون عرض مسرحي لأفراد مجتمع الميم.
وانتشرت تسجيلات فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر تعرّض روّاد الحانة الواقعة في منطقة مار مخايل للمحاصرة والاعتداء.
بحسب الشهود، أغلق العاملون في الحانة الأبواب لحماية العشرات من رواد المكان. فيما قامت المجموعة المتطرفة في الخارج بالتسبب بأضرار مادية من جهة، وتوجيه عبارات لفظية نابية ومهينة لبعض الأشخاص من جهة أخرى.
وقال أحد الشهود إن عناصر من المجموعة رددوا مراراً عبارة “نحن جنود الرب، ستحترقون في نار جهنم”. وعند مشاهدة فيديوهات الاعتداء، يمكن سماع أحد المعتدين وهو يصرخ بنبرة تهديد: “هذا المكان هو مكان إبليس. لا زلنا نتحدث معكم بالكلام. هذه ليست إلا البداية”.
وبحسب إحدى الفنانين الذين قاموا يقومون بالعرض، ويعرف باسم “إيما غرايشن”، بدأ التوتر بعد نحو ربع ساعة من بداية العرض، حين أبدى شخص متواجد في الخارج، انزعاجه.
ورغم محاولة القيمين على المكان حلّ المشكلة، اتصل الرجل بآخرين، فحضر نحو 10 أشخاص، يقولون إنهم من جماعة “جنود الرب”، وبدأوا بالصراخ وتهديد الجمهور، واعتدوا على عدد من الأشخاص الواقفين في الخارج.
وتابع أن عناصر قوى الأمن حضروا إلى المكان، ولكنهم لم يوقفوا أي واحد من المعتدين، بحسب قوله.
يأتي هذا الاعتداء بعد أسابيع قليلة من خطاب الكراهية الذي قاله أمين عام حزب الله حسن نصرالله والذي دعا فيه إلى قتل أفراد مجتمع الميم عين. ويقول “إيما غرايشن” إن تلك الحملة دفعته لتوخّي الحذر، لكنه لم يتوقّع أن تصل الأمور إلى ما شهدته بيروت ليل الأربعاء، لأنه “سابقة في تاريخ البلاد”.
وأضاف: “أنا لست خائفاً. لن أتوقف أبدا عن تقديم العروض الفنيّة. لكنني سأفكر بتقديمها بطريقة أو بمكان أكثر أماناً”. وختم: “لن يستطيعوا إسكاتنا، لن يستطيعوا محونا، لن يستطيعوا إلغاءنا”.
من هم جنود الرب؟
“جنود الرب” مجموعة شباب يقدر عدد أعضائها بنحو 100، يمكن وصفها بأنها مجموعة مسيحية متطرفة. وهناك روايتان عن تاريخ وظروف تأسيسها.
الأولى أن المجموعة تأسّست في شهر أكتوبر/تشرين الأول من العام 2020 في منطقة الأشرفية في العاصمة بيروت، مع اشتداد الأزمة الاقتصادية، بهدف ممارسة ما يسمى بالأمن الذاتي و”حماية المناطق المسيحية والدفاع عنها”، وهي الرواية التي اعتمدها كثيرون منذ ذلك الوقت.
أما الرواية الثانية فهي أن تاريخ المجموعة ولو ليس بشكلها الحالي، يعود إلى العام 2019، مع بروز اسمها خلال الحملة المتطرفة ضد فرقة “مشروع ليلى” الموسيقية ومنع حفلتها في “مهرجانات بيبلوس الدولية”.
يظهر عناصر المجموعة غالباً بقمصان سود، ويتجولون حاملين الصلبان، أو في سيارات تحمل شعارهم وهو عبارة عن جانحي ملاك يتوسطهما درع عليه صليب. كما ينظمون مسيرات خلال الأعياد الدينية المسيحية، وينشرون آيات من الإنجيل عبر صفحتهم على فيسبوك.
وسبق للمجموعة ذاتها أن حرّضت الصيف الماضي ضد أفراد مجتمع الميم. ونشرت حينها مقطعاً مصوراً يظهر شباناً غاضبين، يقتلع أحدهم وروداً بألوان قوس القزح رفعت على لافتة إعلانية مع وسم #الحب_يزهر_دوماً. كما أعلنت عن رفضها التام للزواج المدني واصفة إياه بـ”قانون الشيطان”.
Leave a Reply