المثلية الجنسية في مصر.. وجرأة الممثل الراحل يوسف شعبان

رحل الممثل المصري الشهير يوسف شعبان عن عمر يناهز 90 عاماً، جراء مضاعفات إصابته بفيروس كورونا​ المستجد “كوفيد 19”. حاول الراحل مقاومة المرض في مستشفى العجوزة للعزل، ثم تم وضعه على جهاز التنفس الاصطناعي لعدد من الأيام. لكن سرعان ما تدهورت حالته الصحية بسرعة، ليفارق الحياة يوم 28 شباط/فبراير عام 2021.

يوسف شعبان ممثل مصري قدم العديد من الأعمال التلفزيونية والسينمائية وكذلك المسرحية قرابة 50 عاماً. وشغل أيضاً منصب نقيب الممثلين في مصر لدورتين متتاليتين ابتداء من عام 1997 حتى عام 2003.

كان مبدعًا وجريئاً جداً في أعماله، حتى أنه لعب دور شخص مثلي الجنس في فيلم “حمام الملاليطي”، ما أثار ردود فعل قاسية تجاهه فتعرض إلى هجوم لاذع جداً وتم منع الفيلم من العرض. لكن بالرغم من ذلك، كان فخوراً جداً بهذا الدور الذي قدّمه.

فيلم يجسد المثلية الجنسية في مصر

قدم يوسف شعبان عام 1973 واحداً من أجرأ أدوار حياته في فيلم “حمام الملاليطي”، من بطولته وبطولة الفنانة شمس البارودي ومحمد العربي. الفيلم من تأليف محسن زايد، قصة وسيناريو وحوار إسماعيل ولي الدين، ومن إخراج صلاح أبو سيف.

جسد الراحل شخصية رؤوف بشكل متقن، وهو شاب مثلي الجنس يعمل رساماً ويصطاد الرجال من داخل حمام الملاليطي. ولكن ما لبث أن مُنع عرض الفيلم سينمائياً في مصر وقتها لجرأة مشاهده واحتواءه على مشاهد شبه عارية داخل حمام شعبي، بالإضافة إلى بعض القبلات والإيحاءات الجنسية.

تعرّض الفيلم والممثلون إلى هجوم كبير حينها، فقامت لجنة الرقابة بحذف العديد من المشاهد لتتمكن من عرضه في دور السينما. ورغم ذلك، استمر منع العرض على شاشات التلفزيون. وهو ممنوع من العرض حتى يومنا هذا لأنه يتناول موضوع المثلية الجنسية في مصر.

أنا فخور ولست نادماً

بعد الانتقادات الواسعة التي تلقاها فيلم “حمام الملاليطي”، أعلنت بطلة الفيلم ​شمس البارودي​ ندمها على أداء دورها. في المقابل، أعلن شعبان في أكثر من مناسبة أنه فخور وغير نادم على تقديم هذه الشخصية، فيما لم يتبرأ منها إطلاقاً. وإنما بالعكس، اعتبر أن الفيلم رائع فعلاً وهو يكشف عن مصر الضائعة، كما أنه يحمل إسقاطات سياسية تعكس تردي أوضاع البلاد في هذه الفترة.

وكان قد كشف يوسف شعبان في تصريحات صحفية أنه تم ترشيحه للفوز بجائزة أفضل ممثل في أحد المهرجانات، وأنه بالفعل حصل على أعلى الأصوات، ولكن رئيس المهرجان آنذاك رفض إعطاء جائزة عن هذا الدور.

Leave a Reply

Your email address will not be published.