تحسن الوضع الاجتماعي لأفراد مجتمع الميم في 2022.. وتفاؤل كبير لسنة 2023
شهد عام 2022 تحسنا ملحوظا في الوضع الاجتماعي لأفراد مجتمع الميم، أي الذين يتجهون لعلاقات مع الجنس المماثل، في عدد كبير من البلدان. وأفاد تقرير وكالة بلومبيرغ أن حقوق المثليين في تحسّن حول العالم، معبّرين عن تفاؤلهم بحصول تغييرات جذرية خلال عام 2023.
وفي النصف الثاني من العام الماضي، شهدت مناطق عدة في سنغافورة وبربادوس وباربودا وسانت كيتس ونيفيس تحركات للمطالبة بحقوق المثليين. واتسمت هذه التحركات بحصولها في دول معروفة بتاريخ استعماري طويل، ويعيش الأفراد المثليون في ظل قوانين تحظر العلاقات من ذلك الطابع.
تزامناً، قطعت فكرة المساواة في الزواج شوطا طويلا أيضا، حيث أضافت 33 حكومة حتى الآن الشرعية على اتحادات المثليين، أي ثلاثة أضعاف العدد مقارنة بالعقد السابق، وفقا لبيانات من مجموعة “ILGA World” الحقوقية.
وكانت اليونان واحدة من بين عدد قليل من البلدان التي فرضت حظرا على ما يسمى بـ “علاج التحويل” للقاصرين خلال عام 2022. فيما اتخذت فرنسا وإسرائيل ونيوزيلندا أيضًا خطوات لجعل الممارسات التي تهدف إلى تغيير التوجه الجنسي للشخص أو الهوية الجنسية غير قانونية.
في المقابل، شهدت دول تراجعا في دعم حقوق مجتمع الميم مثل عدد كبير من البلدان العربية، ودولة إندونيسيا التي حظرت الجنس خارج إطار الزواج وفرضت تجريم العلاقات بين المثليين، ودول أخرى مثل روسيا وغانا التي شنّت حملة لقمع ما تصفه بـ “بروبغندا” مجتمع الميم.
وتناولت وكالة بلومبيرغ عددا من الدول اعتبرت أنها شهدت زخما ملحوظا في قضايا المثليين، أبرزها:
– الهند
تنظر أعلى محكمة في الهند هذا العام في مسألة منح الاعتراف القانوني بزواج المثليين. ويبدو أن المساواة في الزواج هي الخطوة المنطقية التالية لحقوق مجتمع الميم في الهند، بعد إلغائها تجريم الجنس المثلي بالتراضي في البلاد عام 2018.
تجدر الإشارة إلى أنه مثل هذه الخطوة يمكن أن تمنح 1.4 مليار شخص في الهند الحق في الزواج من نفس الجنس.
– البرازيل
بعد أربع سنوات من التوقف التام في المعركة من أجل المساواة في الحقوق، يحاول مجتمع الميم في البرازيل الآن الضغط من أجل إيصال أجندة تشريعية واسعة النطاق، تتضمن الزواج من نفس الجنس.
ويحاول الناشطون التركيز على منح الأفراد المثليين تعليما أفضل والتحسين من النظام الصحي والسلامة العامة ورفع الوعي. ولكن يبدو أن هذه القضايا ستواجه صعوبات في تمريرها، خصوصاً لأن غالبية المشرعين المنتخبين، في أكتوبر الماضي، كانوا من مؤيدي الرئيس السابق، بولسونارو، والتي كانت تتمحور أجندته حول القيم العائلية المحافظة.
ومع ذلك، سيكون لدى الكونغرس البرازيلي الآن ستة ممثلين عن مجتمع الميم، بما في ذلك اثنان من المشرعين المتحولين جنسياً، وهو رقم قياسي حتى الآن في أكبر بلدان أميركا اللاتينية.
– اليونان
مع الانتخابات العامة المقرر إجراؤها في اليونان بحلول أبريل على أقرب تقدير، فإن مجتمع الميم في البلاد يضع أولوية رئيسية واحدة للحكومة التالية: المساواة في الزواج.
وأقرت اليونان تشريعًا للاعتراف بالشراكات المدنية من نفس الجنس عام 2015 والهوية الجنسية في عام 2017، لكن الزواج من نفس الجنس لم يشهد تقدما مماثلا. ويختلف الوضع الحقوقي للشراكة بين المثليين عن المساواة في الزواج.
وذكرت بلومبيرغ أن أي تحرك محتمل لإضفاء الشرعية على الزواج بين المثليين سيتطلب تغييرات في قانون الأسرة، بحيث تعترف الدولة بكلا الزوجين كآباء أو أمهات وأوصياء على الأطفال، بدلا من مجرد كون فرد واحد والدا أو والدة بيولوجيين.
– الولايات المتحدة الاميركية
قال ناشطون للوكالة إن التقدم في مجال حقوق مجتمع الميم في الولايات المتحدة كان “حقيبة مختلطة” في عام 2022.
فمن ناحية، وفر قانون “احترام الزواج” التاريخي الذي أقره الكونغرس في ديسمبر الماضي، حقوق الزواج من نفس الجنس والزواج بين الأعراق، مقابل التراجع بالطريقة التي شهدها الإجهاض.
لكن موندير جونز، أحد أوائل أعضاء الكونغرس من مثليي الجنس ذوي الأصل الأفريقي، قال إن التشريع لا يذهب بعيدا، ولا يضمن المساواة في الزواج في كل ولاية.
ومع تقديم مئات القوانين المناهضة للمثليين على مستوى الولايات خلال عام 2022، يعبر النشطاء عن مخاوفهم بشأن التركيز بشكل خاص على التراجع عن الحقوق بين الشباب والمتحولين جنسيا.
هذا وارتفعت الحوادث المُبلَّغ عنها ضد مجتمع الميم، مثل المظاهرات والعنف، اثني عشر ضعفا إلى نحو 200 منذ عام 2020، وفقا لتقرير صادر عن مشروع “Armed Conflict Location & Event” للبيانات.
Leave a Reply