رهاب المثلية الجنسية مستورد أصلاً من الغرب.. والحضارة الإسلامية كانت متساهلة!

نشرت مجلة “إيكونوميست” البريطانية تقريراً ذكرت فيه أنه لعقود كثيرة من الزمن، زعمت الأنظمة السياسية القمعية في الشرق الأوسط أن المثلية الجنسية غير مقبولة أخلاقياً واجتماعياً وأنها مستوردة من الغرب. وهنا يختلف العديد من النشطاء المثليين في كلا الفكرتين.

فجزء منهم يزعم أن رهاب المثلية الجنسية هو الذي تم استيراده في الأصل من الأوروبيين المتشددين، وليس المثلية. وهنا يعود التقرير إلى عدد من النشطاء في تونس الذين دعوا في ديسمبر الماضي إلى “حظر القانون الاستعماري الذي يجرم المثليين والذي كتبه الفرنسيون منذ أكثر من قرن”، والذي ينص في الفصل 230 من قانون العقوبات في تونس على تجريم “اللواط أو المساحقة” والمعاقبة بالسجن لمدة ثلاثة أعوام.

ويقول رامي خويلي، ناشط تونسي: “كل هذه القوانين المعادية للمثليين في الشرق الأوسط جاءت من قبل الاستعمار الغربي لتقويض حضارة الإسلام المتساهلة”.

وفيما اعتبر التقرير أن “التاريخ معقد، والتعصب له جذور قديمة”. أشار إلى فترات من الماضي في الحضارة الإسلامية عندما كان الحكام العرب أكثر ليبرالية فيما يتعلق بالجنس.

رهاب المثلية  غير موجود في تاريخ الحضارة الاسلامية

وهنا نقلت المجلة عن ناشطين قولهم أن “الخليفة الأمين في بغداد في القرن التاسع، كان له حبيب من الذكور وعدد من الشعراء الأصدقاء المثليين جنسياً. وكانوا يقرأون آنذاك قصائد تنتمي إلى نوع كلاسيكي من الشعر يُعرف بالـ”موجون”، أو اللذة اللطيفة”.

وذكروا أيضاً أن “الأتراك العثمانيين، الذين حكموا معظم منطقة الشرق الأوسط في القرن التاسع عشر، أزالوا تجريم المثلية الجنسية قبل نحو قرن من الزمن من الولايات المتحدة وبريطانيا”.

“في ذلك الوقت، يمكن أن تكون مع رجل أو امرأة وكان لك حرية الاختيار. كما أنه كان هناك رجال يرتدون زي النساء، ويظهرون بحركات أنثوية، وكان ذلك طبيعياً جداً”، بحسب ما نقل التقرير عن مؤسس أول حركة تعبر عن المثلية الجنسية في شمال أفريقيا – جمعية أبو نواس – والتي سميت على اسم شاعر عربي عظيم يبدو أنه كان مثلياً.

في سياق متصل، أشار التقرير إلى المجموعة الأدبية “منتزه القلوب” للكاتب الجزائري أحمد التيفاشي، وهي عبارة عن مجموعة من القصص والحكايات والقصائد عن عالم الجنس العربي في القرن الثالث عشر (العصور الوسطى)، تتضمن بعض القصائد عن مثليي الجنس والحب بين أشخاص من جنس واحد.

وأضافت المجلة: “الشعر المثلي ليس هو الشكل الفني الوحيد الذي يشهد على تقبل الإسلام والحكام للمثلية في الماضي البعيد”. وتعليقاً على ذلك، قال محمد عيساوي، فنان يقدم عروضاً من الرقص الشرقي في النوادي والمسارح التونسية: “كان من الطبيعي أن يعبر الرجال عن جوانبهم الأنثوية من قبل، كان ذك مجرد متعة وفن”.

من جانبها، تقول الباحثة اللبنانية في “هيومن رايتس ووتش”، رشا يونس، إن “المشكلة ليست في الإسلام، بل في الأنظمة القمعية التي تريد السيطرة علينا وعلى الشرق الأوسط باسم الدين”.

أخبار أخرى عن مجتمع الميم

Leave a Reply

Your email address will not be published.