قطر تسمح برفع علم مجتمع الميم في مونديال 2022!
أعلنت دولة قطر أنها ستسمح برفع أعلام قوس القزح التي تشير إلى أفراد مجتمع الميم في ملاعب كأس العالم لكرة القدم عام 2022، مؤكدة التزامها بقواعد الفيفا FIFA التي تعزز قيم التسامح والشمول.
وعرضت قيادة قطر لمونديال 2022 ضمانات على الفيفا بأنه لن يتم إزالة كل ما يروّج لحقوق مجتمع الميم، فيما تستمر المخاوف بشأن المعاملة التي سيلقاها المشجعون المثليون في قطر بسبب القانون الديني المحافظ الذي يحظّر العلاقات المثلية، والذي يتعارض مع موقف الفيفا المناهض لرهاب المثلية الجنسية.
وفي سبيل البحث عن حلول، يطلب نشطاء مناهضة التمييز من قطر أن تمضي إلى أبعد من مجرد تأمين ضمانات، أي إلى تغيير القوانين. حيث قال كريس بوروس، عضو المجلس الاستشاري لاتحاد كرة القدم الإنجليزي: “نريد التأكد من أن الجميع يمكن أن يكونوا أحرارًا وعلى طبيعتهم، وإذا كنت قطرياً ولم تكن قادراً على ذلك، فعندئذ يبدو الأمر وكأنه مجرد تزيين للنافذة.”
لمحة عن حياة أفراد مجتمع الميم في قطر
تعتبر العلاقات المثلية غير قانونية في قطر وتعاقب عليها السلطات بالسجن عدة سنوات. ومن الناحية النظرية، يمكن لقطر تطبيق عقوبة الإعدام على مثليي الجنس، على الرغم من عدم تسجيل مثل هذه العقوبات حتى الآن، بحسب صحيفة الإندبندنت البريطانية.
وأشارت الصحيفة في تقريرها إلى أن استضافة قطر لكأس العالم حدث تاريخي ومصدر كبير للفخر الوطني بالنسبة لكثيرين في البلاد. لكنها في الوقت نفسه، دفعت قطر إلى دائرة الضوء العالمية وتم توجيه انتقادات شديدة لسجل الدوحة في مجال حقوق الإنسان. يتركز ذلك في الغالب على حقوق العمال المهاجرين.
كما نقلت الصحيفة عن عدد من أفراد مجتمع الميم الساكنين في قطر، والذين تحدثت إليهم، قلقهم المستمر وحاجتهم إلى إخفاء شيء طبيعي مثل حياتهم الجنسية، خوفا من العار أو الانتقام أو الاعتداء الجنسي أو السجن. فيما هم يخافون أيضاً من أفراد أسرتهم وأصدقائهم وزملاء العمل ورجال الشرطة طبعاً.
هذا واتفق الأشخاص الذين تحدثت إليهم الإندبندنت على أنه “لا يوجد مجتمع للمثليين داخل قطر، بل هناك مجموعة من الأفراد الذين يحرسون أسرارهم بشدة لأسباب تتعلق بالسلامة”.
قضية حساسة للغاية
صحيح أنه على مدى العقد الماضي، سعت قطر إلى تصوير نفسها على أنها مجتمع تقدمي نسبيا مقارنة بجيرانها في الخليج، إلا أنها لم تكن تقدمية في الكثير من المواقف، لعل أبرزها كان عام 2016 عندما قامت السلطات بحظر موقع “دوحة نيوز” الإخباري المحلي الناطق باللغة الإنجليزية بعد نشره مقالا لمواطن قطري يدعى ماجد، يصف حياته كرجل مثلي الجنس في الخليج.
في حادثة أخرى جرت في وقت سابق من هذا العام، كان من المقرر أن تظهر فرقة “مشروع ليلى” اللبنانية في حرم جامعة نورث وسترن في الدوحة، لكن ظهورها ألغي بعد رد فعل عنيف على الإنترنت ضد مغني الفرقة الرئيسي المثلي جنسيا.
وبذلك، يظهر جلياً أن موضوع المثلية الجنسية لا يزال قضية حساسة للغاية في قطر حتى الساعة، رغم كل التطمينات التي وجّهتها السلطات لإدارة الفيفا.
Leave a Reply