قناة “بي بي سي” العربية تهين المثليين.. ودعوات إلى فتح تحقيق رسمي
كشف تحقيق أجرته صحيفة “دايلي ميل” البريطانية أن قناة “بي بي سي” العربية تهين المثليين جنسياً بشكل متكرر عبر “بث إهانات مروعة ضدهم”، فيما دعا ناشطون إلى إجراء تحقيق رسمي في المضمون الذي “ينتهك لوائح البث وربما يكون غير قانوني”.
انطلقت الشرارة الأولى من تعليقات المشاركين التي يتم عرضها عبر برنامج “بي بي سي تريندنغ”، تجاه مواضيع تتعلق بأفراد مجتمع الميم. وما لبثت التعليقات القاسية والمتكررة لمقدم البرنامج أن زادت الطين بلة.
وعرضت الصحيفة أمثلة من التعليقات التي ترد في البرنامج: “فيروس كورونا هو نتيجة للمثلية الجنسية”، الدعوة إلى “سجن الرجال المثليين مدى الحياة”، وصف علم قوس القزح بأنه “علامة على التدهور الأخلاقي” وغيره الكثير. وأضافت: “تم بث هذه التصريحات المسيئة على خدمة بي بي سي نيوز العربية التي تصل إلى 42 مليون مشاهد في أنحاء العالم والتي يمكن مشاهدتها عبر الإنترنت في المملكة المتحدة”.
قناة “بي بي سي” العربية تهين المثليين
ظهرت جميع المواد المسيئة على BBC Trending، وهو برنامج يومي يتم إنتاجه في Broadcasting House في لندن ويقوم بعرض تعليقات المشاهدين على عدد من القصص الإخبارية.
ووثقت صحيفة “دايلي ميل” إحدى الحلقات التي تم عرضها في يناير من العام الماضي، والتي تناولت خبر اعتقال أشخاص مثليين جنسياً في موريتانيا بعد انتشار مقطع فيديو لحفل عيد ميلاد ظهرا فيه على الإنترنت.
وفي تغريدة لأحد المشاهدين قرأها مقدم البرنامج مباشرة على الهواء: “لو كان الأمر بيدي، كنت سأحكم على هذين الشخصين بالسجن المؤبد مدى الحياة”. وقال آخر: “يقع اللوم على سكان الحي الذي حدثت فيه هذه الكارثة الأخلاقية”، وعلق شخص ثالث: “يجب وضع هؤلاء المنحرفين تحت رعاية طبيب نفسي”.
بعد مرور شهر تقريباً، تناولت “بي بي سي تريندينغ” قصة أخرى عن رجلين في الجزائر تم القبض عليهما بعد انتشار مقطع فيديو لحفل زفاف مثلي على وسائل التواصل الاجتماعي. وقال أحد المشاهدين في تعليق قرأه المذيع مباشرة: ” فيروس كورونا المستجد دخل إلى الجزائر بسبب الاستياء من سكان البلاد”. فيما علق شخر آخر: “يجب اعتماد قانون لمكافحة هذه الظاهرة”.
ثم في شهر يونيو، تكلم البرنامج أيضاً عن خبر اعتراض أعضاء البرلمان البحريني على قيام السفارة الأمريكية في البلاد برفع علم قوس القزح دعماً لأفراد مجتمع الميم خلال شهر الفخر، واصفين المثليين جنسياً بـ”المنحرفين”. وسرعان ما قام مقدم البرنامج بقراءة عدد من التغريدات المسيئة، حيث وصف أحدهم الخبر بأنه “شكل من أشكال الحرب اللطيفة التي يستخدمها الغرب ضد الإسلام”. فيما علق عليه شخص آخر بأنه “علامة على التدهور الأخلاقي الشنيع الحاصل”.
منصة لتأجيج التحيز والكراهية!
في سياق آخر، أوضح الناشط في مجال حقوق أفراد مجتمع الميم بيتر تاتشيل أن “البرنامج يؤجج التحيز ضد المثليين في جميع أنحاء العالم العربي، ويساهم في نمو الكراهية الاجتماعية التي تودي بهؤلاء الأشخاص للعيش بخوف متزايد من التمييز والهجمات العنيفة”.
وأضاف: “تقدم بي بي سي العربية منصة لخطاب الكراهية ضد أفراد مجتمع الميم على حساب دافعي الضرائب. حيث ينشر مقدموها تنديدات مقززة ضد المثليين وثنائيي الجنس والعابرين جنسياً، من دون أي معارضة أو نقد. فتقاريرهم غير متوازنة وتندرج ضمن التعصب الأعمى”.
وقال تاتشيل: “يبدو أن برامج القناة تنتهك ميثاق بي بي سي الذي ينص على أن خدماتها الإخبارية الأجنبية يجب أن تعكس ثقافة المملكة المتحدة وقيمها للعالم أجمع”.
بي بي سي ترد
في المقابل، رد متحدث باسم هيئة الإذاعة البريطانية على الجدل الحاصل، مؤكدا أن “هذه البرامج لا تفي بالمعايير التحريرية لدينا”، مقدماً اعتذاره لجميع المشاهدين.
وأوضح أن “فكرة برنامج BBC Trending بنيت على نقل الجدل الحاصل في جميع أنحاء العالم العربي، ودراسة وجهات النظر المتعارضة على وسائل التواصل الاجتماعي. وفي حين أنه من المناسب أن نعكس مجموعة من الآراء والمناقشات في تغطيتنا، كان يجدر بنا أن نتحدى البعض منها بقوة، أو أن نوفر سياقاً حولها”.
وختم: “فشلنا في القيام بذلك. لا ينبغي أن نبث التغريدات بالكامل. سنقوم بتوفير المزيد من التدريبات للموظفين مع التركيز على كيفية تغطية الاخبار التي تتعلق بمجتمع الميم LGBTQ”.
Leave a Reply