مهندسة صباحاً.. وراقصة شرقية مثلية الجنس ليلاً!
هل تعلمون من هي شروق العطار؟ فإنجازاتها تسبق اسمها. شغلت وظيفة مهندسة تصميم إلكتروني في شركة Renishaw البريطانية منذ سبتمبر 2018.
وفي عام 2019، كانت واحدة من ست نساء فقط تم ترشيحهن من جميع أنحاء المملكة المتحدة لنيل جائزة المهندسة الشابة Young Woman Engineer awards من معهد الهندسة والتكنولوجيا (IET)، وذلك لمشاركتها في بناء العديد من الأجهزة، من آلة تستطيع كشف السرطان إلى نظام تقييم لجراحة العيون.
ما تم ذكره أعلاه هو مجرد وظيفتها اليومية. أما خارج ساعات العمل التي تمتد عادة من التاسعة صباحاً إلى الخامسة بعد الظهر، فلقد لعبت شروق دوراً محورياً في تمكين وصول طالبي اللجوء إلى التعليم العالي. هذا بالإضافة إلى مشاركتها في حملات حقوقية عديدة تعنى بمجتمع الميم عين.
حصلت أيضاً على لقب شابة العام في مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين UNHCR، غير أنها مدرجة في لائحة “بي بي سي” كواحدة من أكثر 100 سيدة مؤثرة في جميع أنحاء العالم. فما الذي يدفع نجاحها؟
مهندسة منذ البداية
عندما كانت شروق العطار مجرد طفلة صغيرة، تقول بأنها “أدركت سريعاً أن الأشخاص الموجودين على شاشة التليفزيون ليسوا أشخاصاً حقيقيين يعيشون داخل الجهاز”، كما يعتقد معظم الأطفال الصغار في بادئ الأمر.
وتضيف: “بالنسبة لي، كان ذلك رائعاً وأردت أن أعرف كيف يفعل الناس ذلك. لم أكن أعلم حينها أنها كانت تسمى هندسة الكترونية. لقد ظننت أنه سحر وأردت أن أكون ذلك الساحر”.
اليوم، ومن خلال هندسة الإلكترونيات القادرة على حل بعض أكبر التحديات التي تواجه البشرية، مثل كارثة المناخ. تؤكد العطار أن لديها شغف خاص بتصميم الدوائر التناظرية analogue circuits التي تشكل أساسيات الإلكترونيات بنظرها. وتقول: “كل شيء من حولنا تناظري والقدرة على استغلال الفيزياء والكيمياء لإنشاء أجهزة إلكترونية أمر جميل جداً”.
لم تكن رحلة سهلة
شروق العطار من مواليد مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية في مصر. انتقلت في عامها الخامس برفقة أسرتها إلى محافظة الإسكندرية، وكانت الفتاة مثلية الجنس خلال فترة طفولتها. في بداية سن المراهقة تدينت وارتدت الحجاب مثل أغلب الفتيات المصريات المحافظات، إلى أن طلبت أسرتها الهجرة إلى بريطانيا، وهناك تغيرت حياتها رأساً على عقب.
تخبر عن مسيرة حياتها الصعبة، فتقول: “عندما جئت من مصر إلى المملكة المتحدة، لم تكن لدي شهاداتي الصحيحة، ولم يكن لدي ما يكفي من الملابس، ولم يكن لدي أي أصدقاء. لقد كانت تجربة مؤلمة واكتشفت لاحقاً أنني “طالبة لجوء”، على الرغم من أنني لم أسمع بهذا المصطلح من قبل”.
كانت يائسة حينها من دراسة الهندسة، فبصفتها طالبة لجوء كان من الصعب جداً الحصول على التعليم العالي. لم يُسمح لها أيضاً لا بالسفر ولا بمحاولة الدراسة في مكان آخر أو العمل أو المطالبة بأي شيء تقريباً. واستمرت المعركة مدة ست أو سبع سنوات حتى تم قبولها في النهاية في جامعة كارديف لدراسة الهندسة الكهربائية والإلكترونية.
وتوضح: “لقد كنت أعمل مع Student Action for Refugees (STAR) لتحسين الوصول إلى التعليم العالي. لقد تحدثت في البرلمان عن ذلك، بالإضافة إلى أنني ذهبت إلى الجمعية الويلزية. من خلال هذا العمل، فزنا بحق التعليم للاجئين وطالبي اللجوء في أكثر من 70 حرماً جامعياً، وما زلنا مستمرين”.
راقصة شرقية في الليل
أثناء وجودها في المملكة المتحدة، قررت العطار الخروج عن العادات والتقاليد التي تربت عليها في مصر، فبدأت بتنمية موهبة الرقص الشرقي الخاصة بها وأعلنت عن مثليتها الجنسية.
احترفت مجال الرقص الشرقي مع مرور الوقت، لتقرر استخدام موهبتها ليلاً عبر تأدية دور راقصة شرقية مثلية الجنس بهدف جمع الأموال لمساعدة أفراد مجتمع الميم في مصر.
هذا وكشفت العطار في عدد من مقابلاتها التلفزيونية في بريطانيا أن المرة الأولى التي رقصت فيها في لندن كانت حينما بلغت 18 عام، واكتشفت وقتها أن الجمهور البريطاني كان يشعر بالحرج من مشاهدة فتيات يرقصن ببدلة رقص مكشوفة الصدر.
Leave a Reply