كشف استطلاع أجرته وسائل إعلام سويدية ودنماركية على 69 فندقاً مدرجاً على الموقع الرسمي لكأس العالم في قطر، وتنطبق عليها الشروط التي وضعتها الفيفا لاستقبال المشجعين، أن ثلثي هذه الفنادق ترفض استقبال أفراد مجتمع الميم أو تطلب منهم “تعديل السلوك”.

وبحسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية التي نشرت تفاصيل الاستطلاع، اتصل صحفيون بالفنادق في قطر مدّعين بأنهم من المثليين ويريدون حجز غرفة مشتركة لحضور كأس العالم. جاء الرد من 20 فندق بالموافقة على استقبالهم ضمن شروط محددة تطلب منهم “تغيير سلوكهم وعدم إظهار علامات المودة في التجمعات العامة”، بالإضافة إلى منع ارتداء الملابس التي تحمل إشارات أو علامات تدل على المثلية. فيما رفضت ثلاثة فنادق حجز الغرفة بشكل قاطع، واعتبرت بأن هذا الأمر “يخالف سياسة الفندق”.

على سبيل المثال أيضاً، قال أحد الفنادق: “إذا كنت تضع مكياجًا وترتدي ألبسة تدل على المثلية، فهذا يتعارض مع سياسة الدولة والحكومة”. وأجاب فندق آخر: “أود إخباركم أننا واجهنا سابقًا حوادث حيث ألقت الشرطة القبض على قطريين في الفندق كانت لهم علاقات مثلية”.

في المقابل، وافق 33 فندقًا مدرجًا في القائمة الموصى بها لكأس العالم، والتي افتتحت في قطر في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الفائت، على استقبال أفراد مجتمع الميم، وأجابت بأن “الزوجين الذكور يمكن أن يحجزا غرفة مشتركة”.

وأورد القائمون على الاستطلاع – في الملاحظات المرافقة له – رد بعض الفنادق التي أجابت بالموافقة، مشيرين إلى أن المرؤوسين طلبوا بعض الوقت للإجابة، وعادوا إلى رؤسائهم في العمل، ثم أجابوا بالقبول.

تجدر الإشارة إلى أن الحجوزات في فنادق كأس العالم تتطلب تذكرة مباراة، لذلك اتصل الصحفيون بالمواقع في قطر عبر البريد الإلكتروني والهاتف للاستعلام عن سياسة الفنادق بشأن استقبال المثليين.

نتائج الاستطلاع تناقض تصريحات الفيفا

في سياق متصل، لفتت الصحيفة البريطانية إلى أن نتائج الدراسة تتناقض مع تصريحات رئيس “الفيفا” جياني إنفانتينو، التي أدلى بها في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي، حينما أكد أن “الجميع مرحب بهم في قطر” وأن عشاق كرة القدم ومن بينهم أفراد مجتمع الميم وجميع الآخرين يمكنهم حضور البطولة و”المشاركة والتحدث والإقناع”.

من المعلوم أن المثلية الجنسية تعتبر غير قانونية في قطر. ووفقًا لمنظمة العفو الدولية، يمكن أن تؤدي العلاقات الجنسية المثلية إلى تهم جنائية وعقوبة بالسجن لمدة قد تصل إلى سبع سنوات. ومع ذلك فقد أوضحت السلطات القطرية أن أفراد مجتمع الميم يمكنهم حجز الغرف ومشاركتها خلال بطولة كأس العالم.

ويُذكر أيضا أن قطر تواجه ضغوطات عدة بسبب استضافتها لكأس العالم، كان آخرها المطالبة بسماح بيع الكحول للمشجعين. لم تحسم السلطات قرارها بعد بشأن هذا الأمر، فيما كان قد أعلن المنظمون سابقاً أنهم على استعداد لتلبية رغبة الزوار خلال مونديال 2022.